نتضامن مع الجماهير الثائرة في السودان !

بعد التطورات الجدية بين القوى الثورية بقيادة قوى " الحرية والتغيير" والمجلس العسكري الحاكم في السودان وعدم التوصل الى اتفاق بشأن السلطة والحكومة ووصول الاجتماعات الى افاق مسدودة، اعلنت الجماهير العصيان المدني والأضراب العام. ادى هذا العصيان المدني الى هجوم العسكر على الجماهير واستخدام العنف من قبل المجلس العسكري يوم الأثنين الماضي والاعتداء على اعتصام الجماهير امام القيادة العسكرية. لقد ادى هذا الاعتداء السافر الى قتل اكثر من مئة شخص وجرح المئات. وقد فض الأعتصام تحت ادعائات باطلة. ان المجلس العسكري يحضى بدعم الدول الرجعية كالسعودية والامارات وحكومة السيسي بمصر من اجل قمع وتدمير الثورة السودانية.

ان الثورة السودانية التي اندلعت بشكل بطولي منذ ستة اشهر ضد الفقر والغلاء وسياسات الحكومة الاستبدادية الأسلامية - القومية بقيادة عمر البشير ادت الى اسقاط الدكتاتورية الدينية القومية. الا ان البرجوازية السودانية لم تريد للامور ان تفلت من يديها وادامة فرض الهيمنة على مصير المجتمع عن طريق جنرالات الجيش و ميليشيات "جنجويد" والجنرالات القتلة من امثال "حميدتي" لارجاع حكم العسكر وفرضه على الناس كأمر واقع.  الا ان الجماهير رفضت هذا الخيار وطالبت بتشكيل حكومة مدنية لا عسكرية اصبحت تشكل النقطة المهمة للصراع ضد القوى الرجعية الدينية والقومية في السودان.

ان الثورة السودانية تشكل حلقة اخرى من تطورات ثورات الربيع العربي؛ فهي ثورة الجماهير ضد الفقر والحرمان والبطالة والأستبداد وضد الطغمة والأحزاب الدينية والقومية. وقد كانت شعارات ثورات الربيع العربي كما الثورة السودانية منذ البداية "خبز، حرية، كرامة انسانية" في تونس و مصر. وفي العراق رفعت شعارات " لا شيعية و لا سنية نريد حكومة علمانية" لكن هذه الشعارات لم تتحقق رغم التضحيات الكبيرة للاحرار والثوريين الذي استبسلوا فيها. ان الثورة السودانية كما كل ثورات الربيع العربي تعاني من مشكلة غياب احزاب وقوى شيوعية ثورية تستطيع قيادة الثورة للنهاية لتحقيق الأمال الأنسانية للجماهير.

حزبنا يدين بشدة المجلس العسكري ويفضح جنرالات العسكر لحملتهم المجرمة ضد الأعتصام في الخرطوم وسفك دماء المتظاهرين العزل. لقد بين هؤلاء العسكر مرة اخرى بان الجيش في كل البلدان يشكل قوة لحماية رأس المال والطبقة البرجوازية وهو يقف مع الطبقة البرجوازية بمواجهة الغالبية الساحقة من الجماهير المحرومة. يجب عدم التوهم ان الجيش هو جهاز لحماية الناس او الحفاظ على امانهم او حياتهم.

حزبنا يدعو الجماهير في السودان الى المطالبة بالغاء الجيش والقوات المسلحة والفرق الامنية الفوقية وان تسلح الجماهير نفسها وتنظيم قواها في مجالس من القاعدة  لتشكيل حكومة مجالسية مسلحة باهداف واضحة؛ كفصل الدين عن الدولة وتشكيل حكومة علمانية لا دينية ولا قومية وتوفيراوسع الحريات السياسية والمدنية وتوفير الرفاه ورفع الأجور ومساواة المرأة بالرجل وغيرها من المطاليب الأساسية للثورة والتي تمثل الحاجات الملحة والاساسية للجماهير.

يتضامن حزبنا ويقف الى جانب الثورة الجماهيرية في السودان وندعو الطبقة العاملة السودانية والشيوعيين الثوريين ان يلعبوا دورهم القيادي في ردع القوى العسكرية للاجهاز على الثورة. ان المجتمع بحاجة الى قيادة شيوعية عمالية ثورية قادرة على قيادة الثورة في السودان. دون ربط النضال الثوري للجماهير بالاشتراكية واسقاط الرأسمالية وبناء مجتمع اشتراكي عن طريق توفير قيادة شيوعية مقتدرة سيظل يدور في اطار اصلاحات برجوازية ويخضع ارادة الجماهير للقمع والاستبداد وثورتها الى الاجهاض. وان لتجربة مصر وتونس ومناطق اخرى لخير دليل على ذلك. 

النصر لثورة الجماهير التحررية في السودان!

الخزي و العار للعسكر ولجرائمهم ضد الجماهير!

عاشت الأممية وعاش التضامن الطبقي وعاشت الاشتراكية!

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

7\6\2019