بمناسبة يوم العمال العالمي

مقابلة نحو الاشتراكية مع الرفيق سمير نوري

عضو المكتب السياسي

 

 

نحو الاشتراكية: يحل على البشرية يوم الاول من ايار يوم العمال العالمي. كيف ترون ان هذا اليوم يختلف هذه السنة ؟ لماذا ؟

 

سمير نوري: الأول من ايار يختلف لهذه السنة عن السنين الماضية لسبب بسيط ومفهوم وهو الحضور والتواجد العمالي والجماهيري في ميدان السياسة وفي تقابل واضح مع البرجوازية وانهاء الحكومات المسلطة على الجماهير باسم الدين و القومية والوطن والديموقراطية. خلال اكثر من عقدين مضيا وصل طغيان وبربرية البرجوازية الى ذروتها وكان هناك استقطاب رجعي وبربري. ولكن الثورات في شمال افريقيا والعالم العربي انهت هذه المرحلة وتطور النضال حتى في اكثرية العواصم ومراكز الرأسمال العالمي. الجماهير تطالب بانهاء همجية و بربرية رأس المال.

 

ان الأزمة الرأسمالية العالمية؛ رأسمالية الدولة ورأسمالية السوق الحرة ادت الى انسداد افاق كل الاطياف والحركات البرجوازية وليس لهم اي مخرج من الوضع ما عدا فرض الفقر والجوع والبطالة و وتسليط القوى الرجعية. ان الجماهير اختارت طريقها وهو الثورة والأعتراض الواسع وعدم الرضوخ وهذه هي الخصيصة الجوهرية للاول من ايار لهذه السنة.

 

نحو الاشتراكية: اليوم اصبح المجتمع في اغلب دول العالم يخرج بمجمله للاحتجاج والتظاهر نتيجة الحركة الثورية العالمية. هل تتصور ان يوم العمال العالمي بهذا المعنى فقد صفته الطبقية ام انه بالعكس اصبح يوما لخروج كل المجتمع، او لاعتراض 99% من المجتمع وبالتالي اكتسب يوم العمال صفة اعمق طبقيا بمواجهة الطبقة الطفيلية ( اي الــ 1%) ؟

 

سمير نوري: ان اكثرية الجماهير تعيش على بيع قوة عملها وهناك مليارات البشر يعتمدون على هذا المصدر الوحيد او هم يعيشون مستوى حياة العمال او دونه. اي ان البرجوازية فرضت نفسها وسلطت نفسها على 99% من المجتمع و هناك احصائيات تتحدث عن ان 1% من المجتمع تمتلك 99% من ثروات المجتمع و هذه هي قمة الأستقطاب الطبقي في المجتمع و هناك مئات الملايين يعيشون حياة دون خط الفقر بغض النظر عن ان انتاجية العمل وصلت الى اعلى مستوياتها.

 

قبل اكثر من 150 سنة اعلن البيان الشيوعي بان الطبقة العاملة بتحرير نفسها تحرر المجتمع باكمله. ان حركة 99% هي حركة اكثرية المجتمع ضد الأقلية. ان مصلحة الأكثرية تتجسد في تقبل اهداف الطبقة للعمال وبناء عالم افضل يحرر كل المجتمع من الحروب والفقر والويلات والكوارث وحرمان المجتمع.

 

ان ارجاع ثروات المجتمع و نزع ملكية الأقلية 1% لصالح الأكثرية اي 99% مطلب عمالي وجماهيري وفي الحقيقة يشكل لب الأشتراكية والبرنامج الطبقي للعمال.

 

نحو الاشتراكية: في شعار الحزب تتحدثون عن ال 99 بالمئة. مالمقصود بال 99 % ولم تعتقدون ان هذا التعبير له مغزى عميق او قوي في هذه السنة ؟

 

سمير نوري: اننا لم نخترع هذا التعبير ان التقسيم المجتمع الى اقلية و اكثرية من صنع البرجوازية و ان تعبير نحن 99% استعمل من قبل الجماهير على الصعيد العالمي.  نحن نعتبر انفسنا جزء مهم من هذه الحركة. ان هذا التعبير يجسد النهضة الثورية العالمية وعمقها وسعتها العالمية ويجسد شعار " يا عمال العالم اتحدوا".

 

نحو الاشتراكية: يلاحظ المراقب لبيان الحزب غياب المطالب العمالية الصرف من قبيل توفير فرص العمل وضمانات البطالة او توفير الاجور المجزية وغيرها من المطالب الاساسية العمالية المباشرة. لم ركزتم على الحركة الثورية العالمية و99 بالمئة وربطها بيوم العمال العالمي وليس المطالب المباشرة المحلية او العربية مثلا ؟

 

سمير نوري: ان الثورة والأصلاحات لا ينفصلان عن بعضهما البعض والحقيقة ان الطبقة العاملة لا تستطيع ان تتخلى عن مطالبتها بتغيير حياتها وتحسين ظروف عيشها وهذا ما نراه يوميا في كل بقعة من العالم. وفي نفس الوقت تهيئ الجماهير نفسها للقيام بانهاء مصدر بؤسها و شقائها او تدرب نفسها و تعبأ قواها للانتصار النهائي وبناء مجتمع غير مبني على بيع قوة عملها. ولكن في بعض الاحيان الأصلاح يكون هو الطاغي وأحيان اخرى يكون الحل هو في النزول الى الميدان للانتصار النهائي.

 

خلال السنة الماضية ولحد اليوم حدثت سلسلة الثورات والحركات والهبات الثورية قد فرضت نفسها على أولويات النضال الطبقي على الصعيد العالمي ولا يمكن لنضال العمال والجماهير المليونية على الصعيد العالمي ان لا يجسد هذا الواقع الثوري. لهذا فان بيان حزبنا كأحد فصائل الشيوعية العالمية يجب ان يجسد هذا الواقع ويعبأ العمال من اجل القضية المحورية وهي قضية الثورة والأشتراكية في يومها العالمي. هذا لا يعني اننا لا نناضل من اجل الأصلاحات الأقتصادية والسياسية في نفس الوقت ولكننا نركز على الأولويات.

 

نحو الاشتراكية: في يوم العمال العالمي هذا العام، ماذا تقول للطبقة العاملة العراقية، للشباب الثائر والنساء والاحرار والعلمانيين الذين ينشدون عالما افضل خال من الاظطهاد والتعسف – اي عالم اكثر انسانية ورفاه وحرية ؟

 

سمير نوري: اليوم العالم تحول الى قرية صغيرة. ان الطبقة العاملة واحرار العراق ليسوا بمعزل عن العالم، عالم يعيش تغيرات عميقة وثورية وخاصة في المنطقة. ان العواصف الثورية وهبات الجماهير والربيع العربي هي مثل رياح قوية تدفع شراع السفينة يمينا ويسارا ولا احد قادر على ان يتصور الى اين تدفع هذه التغييرات المجتمع. يجب علينا ان ندفع بالسفينة الى برٌ الأمان.

ان عمال العراق و شبابه الثائر والنساء الجريئات و العلمانيين ليسوا اقل شأنا من عمال البلدان المجاورة لهم، انهم يستحقون ان يخلصوا من القوى الرجعية الدينية والقومية و الطائفية وينعموا بحياة افضل وهذا يحتاج الى القيام بثورة. ان الجمهورية الأسلامية في ايران ستسقط اجلا ام عاجلا من قبل ثورة الجماهير. ان القوى المسيطرة على السلطة ليس بامكانها الوقوف على رجلها. وان الديموقراطية الأمريكية والقوى الذي يعول على التدخل الأمريكي مسدودة الافاق. لهذا نراهم يتخبطون ويشتد صراعهم ويتفكك الكيان الذي يسمونه الدولة.

 

في الأول من ايار اتقدم باحرً التهاني للعمال والجماهير المليونية في العراق بمناسبة اليوم العالمي للعمال وادعو الجماهير الى عدم فقدان هذه الفرصة وابراز قوتهم وارادتهم تضامنا وجنبا الى جنب عمال العالم وجماهيره وادعوهم الى الخروج الى ساحات المدن ورفض القوى المسلطة عليهم و الالتفاف حول الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي ورفع راية الشيوعية والأشتراكية وبناء حركة ثورية مقتدرة لقلب النظام الرأسمالي في العراق وبناء عالم تسوده الحرية والمساواة والرفاه والكرامة الأنسانية.