مقابلة نحو الاشتراكية مع سكرتير اللجنة المركزية سمير نوري

حول الاحتجاجات العمالية والنتائج العملية لنضال عمال السيارات في الاسكندرية

 

 

حو الاشتراكية:

كما هو معروف تجتاح العراق منذ فترة سلسلة من الاضرابات العمالية والاحتجاجات والاعتراضات الجماهيرية واخر هذه الاعتراضات هي احتجاجات عمال السيارات في الاسكندرية بمحافظة الحلة. قبل ان نسالك عن نتائج هذه الاحتجاجات هل لك ان تعطي اقراء فكرة عن هذه الموجة الاحتجاجية وماهي اسبابها بنظرك؟

سمير نوري: الحركة العمالية تمر بمرحلة نمو واضح من الجانب الاعتراضي، الأضرابات العمالية خلال السنة الماضية تبين هذه النمو و ليس في مجل او داخل قسم من العمال بل تشمل كل الطبقة العاملة العراقية. اضرابات عمال الكهرباء في كل المدن العراقية، اضرابات العمال في معامل السمنت، اضرابات عمال الخدمات في المدن و القصبات التابعة للسليمانية ، اضرابات موظفي المطار الدولي في بغداد، مظاهرات الشباب العاطليين عن العمل في البصرة، مظاهرات عمال الجلود و اخيرا الأعتراض العمالي في شركة السيارات و المعدات في الأسكندرية... الخ تبين مدى توسع الأعتراضات العمالية في شتى انحاء العراق.

اسباب هذه الأعتراضات لا يزال اسباب دفاعية يعني الطبقة العاملة لم يطالبوا بمطالب اكثر ما لديهم بل في كل الأحوال المطالب دفاعية، هناك هجمة شرسة للبرجوازية العالمية و المحلية على مستوى حياة العمال و اكثرية المجتمع هذا تشكل نقطة محورية، و نقطة اخرى ان العمال بدأوا بالتخلص من التوهم بالطائفية و القوميية و الأفكار الرجعية الذي يثقل كاهلهم بعد مرور اكثر من 14 سنة من اسقاط النظام البعثي. يعني جانب منها اقتصادي و جانب منها ايدولوجي و سياسي.

 

نحو الاشتراكية:

بالنسبة لاحتجاجات عمال السيارات بالاسكندرية. قبل تبدو للقارئ انها حدث عادي ويقال ان عمال طالبوا بحقوقهم والدولة منحتها. كيف ترى الموقف من وجهة نظر الشيوعية العمالية؟

سمير نوري: اولا العمال قاموا باضراب قوى و اجبروا الشركة و الحكومة لقبول مطالبهم و ليس بهذه السهولة ان العمال قدموا عريضة وطلبوا مطالبهم و حصلوا عليها بغمزة عين بل اجبروهم على الأستجابة للمطالب. الأعتراض و التظاهر و التجمع هي كانت الوسيلة للوضول للمطالب.

اضراب عمال شركة السيارات يوضح مسائل مهمة حول الحركة العمالية اذا نأخذها كنموذج للاعتراض العمالي. الاضراب يبين مرحلة جديدة من التطور الاعتراضية للطبقة العاملة و هي تدخل الميدان بعنوانها طبقة و ليس كفئة متقوقعة في داخل نفسها.

نحو الاشتراكية:

هل تعتبر ان تحقيق المطالب كل نصرا للعمال المحتجين؟

سمير نوري: بالتاكيد تحقيق المطاليب تعتبر نصرا مهما للعمال و درسا لبقية الاماكن و بقية اقسام الطبقة الطبقة العاملة و يعطي درسا مهما للاعتماد بالنفس و درسا في النضال العمالي و وحدة الطبقة العاملة.

نحو الاشتراكية:

كما وضحت في جوابك الاول ان الحركة الاحتجاجية العمالية في العراق تتعمق وتزداد سعة. كيف برأيك يمكن برأيك ان تحقق الحركة العمالية العراقية اهدافها وماهي اضافتك كشيوعي عمالي الى هذه الحركة؟

سمير نوري: اهداف الطبقة العاملة العراقية تنقسم الى قسميين او سطحين من الاهداف، لان الطبقة العاملة العراقية كطبقة ليس فقط تناضل من اجل تحسين حياتها و رفع مستوى و نضالاتها اليومية.

للنضال من اجل اهداف بعيدة او تنظيم نفسها كطبقة منطمة في السلطة و بناء مجتمع تخطوا الى الغاء الطبقات و انهاء الرأسمالية و بناء مجتمع اشتراكي انساني، و سائل هذه النضال الى حد ما يختلف عن النضال اليومي و لكن لا يوجد جدار عازل بين الميدانين للنضال اي النضال الأعتراضي و اليومي و النضال من اجل اهداف نهائية. النضالات اليومية او النضالات الأقتصادية بدورها يربي الطبقة العاملة لكي تخرج من النضال في ذاتها الى النضال من اجل ذاتها. لالطبقة العاملة بحاجة بناء وسائلها النضالية و من الحزب الثوري و الأشتراكي و المنظمات الجماهرية المناضلة.

نحو الاشتراكية:

كيف يمكن الربط بحركة الستر الصفراء في فرنسا واوربا وبالحركة الاحتجاجية لعمال ايران وخاصة عمال حفت تبه والمناضل العمالي الكبير اسماعيل بخشي؟ هل ثمة دروس تعتبر؟ هل ثمة خيط يربط هذه الاحتجاجات؟

سمير نوري: على المستوى الفكري و السياسي و الأيديولوجي سقوط الكتلة الشرقية و بروز النظام العالمي الجديد شكل عبئا كبيرا على الطبقة العاملة على الصعسد العالمي و كان مروجي السوق الحرية اعلنوا انتهاء التاريخ و سرمدية النظام الليبرالي البرجوازي و لكن مراسيم الأحتفال هذا لم يدون كثيرا و لم يمر عقد على هذه الأدعائات بان مرحلة الثورات انتهت و ان النقابات و المنظمات العمالية تشبه بالدينصورات. هذه المرحلة انتهت بلمحة بصر و بعد الازمة العالمية للرأسمالية و سقوط ولستريت اجبرت كاتب كتاب نهاية التاريخ ان يكتب كتابا جديدا و يدحض افكاره بنفسه. و اعلنوا مفكرين البرجوازية بان ماركس كان على حق و نظريته حول الأزمة صحيحة و ازدادت بيع كتاب رأسمال لكارل ماركس.

الحركة العمالية العالمية تبرز على السطح في هذه الأوضاع، اضرابات عمال سترات الصفر في فرنسا ، اضارابات عمال تونس و اضاربات عمال ايران و هناك اضرابات عالمية في اكثرية بلدان العالم و تخطوا الحركة العمالية على الصعيد العالمي و المحلي خطوات مهمة ، وافاق الحركة العمالية و الأشتراكية تعلوا يوما بعد يوم. تطور الجركة العمالية العالمية ليس فقط نضالات يومية او مطاليب يومية و بالتأكد تتضمن فيها هذه المطاليب، في الحقيقة الحركة تبين دورة جديدة على الصعيد العالمي و في ظل الازمة العالمية للرأسمالية.

نحو الأتشراكية:

المجالس العمالية هي بديل تنظيمي شيوعي عمالي للحركة العمالية العراقية. حاليا قد تبدو كلمة المجالسية بعيدة عن الاشكال التنظيمية للحركة العمالية العراقية او الحركة الاحتجاجية الجماهيرية. هل توضح لجماهير العمال لماذا برأيك ان المجالسية كشكل تنظيمي للعمال وايضا التجمع العام هي اشكال اكثر تجسيدا لارادة العمال وللديمقراطية المباشرة؟

سمير نوري: الاجتماع العام و التنظشم المجالسي هي تمثل السنن الأشتراكية للتنظيم العمالي، بعكس الحركات الأصلاحية و الأنركو -سنديكالتية تمثل التيارات البرجوازية داخل الطبقة العاملة. المجالس شكل تنظيم ثوري و تعتمد على التخل المباشر للجماهير العمالية في مصيرها و في تقرير مصيرها و لا يفصح المجال لتعشعش البيروقراطية و الفصل بين القيدة و الجماهير العمالية و لا يوجد مجال لرشوة قادة العمال من قبل البرجوازية، لان انتخابات قادة العمال فيلاالأجتماعات العامة لا يفسح المجال لذلك.

المجالسية ليس بعيدة عن السنن الطبقة العاملة العراقية الحركة المجالسية في كردستان سنة 1991 قدم تجربة فريدة للتنظيم المجالسي بين العمال و لا يزال ناشطي المجالس يناضلون في صفوف العمال و اتحاد العاطلين عن العمل في بغداد قدم تجربة جيدة في 2004 من التنظيم المجاسي و السنن المجالسية.

نحو الاشتراكية:

هل تدعون للمجالسية العمالية تحديدا ام ان هذا النموذج بالامكان الاستفادة منه للمجالس الجماهيرية او ما يسمى حاليا التنسيقيات الاحتجاجية ؟

سمير نوري:

نحن نطرح المجالس لتنظيم العمال للنضال اليومي و تنظيم المجالسللنضال السلطة البرجوازية اي كأدوات نضالية و في نفس الوقت نحن ندافع اي شكل من التنظيم العمالي اي وحدة للعمال نحن نقف معها ولا نعيقها.

اما التنسيقيات عملها يختلف عن المجالس لان التنسيقيات تتكون من الناشطين لتنظيم مظاهرات ميدانية و لا تعتمد على التنظيم الجماهير و القرار الجماهيري او الشعبي. تنظيم مجالس جماهرية في المحلات مسألة مهمة في الوقت الحالي كتنظيمات مناضلة لازاحة سلطة القوى الرجعية و الدينية و القومية و ممارسة الارادة في الأسفل. و هذه الشكل من التنظيمات يوسع نطاق مشاركة الجماهير في الميدان النضالي الجماهيري.

نحو الأشتراكة:

هل لديك ما تقوله لقادة العمال حول اهمية النضال المطلبي وضرورة تعميقه بالوعي السياسي الاشتراكي؟ نقصد خارج اطر "قوة العمال في وحدتهم" هل لدينا كلام حول تبني الحركة العمالية للمبادئ والاهداف الاشتراكية للشيوعية العمالية؟

سمير نوري: اني ادعو قادة العمال الى ألانظمام الى الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي و اقول لهم بدون حزب شيوعي ثوري الطبقة العاملة لا تستطيع ان تنجح ثورتها و تصل الى اهدافها و خلاص كل المجتمع و بناء مجتمع انساني. هذا الحزب حزبهم ادعوهم ان يأخون بيدهم لنضالهم الثوري و قيادة الطبقة العاملة الى بر الأمان.

نحو الاشتراكية:

شكرا جزيلا على مساهمتك واجوبتك.