في الاول من ايار 2011

 من اجل عالم خال من الدكتاتورية والاظطهاد والحرمان والتمييز !

یاعمال العالم اتحدوا !

في الاول من ايار لهذا العام فان صرخة البيان الشيوعي "يا عمال العالم اتحدوا" تكتسب عمقا اكبر ومغزى اعظم من اي فترة سابقة. في كل انحاء العالم فان الحاجة الى وحدة جماهير العمال على صعيد محلي وعلى صعيد العالم تبرز اهميتها اكثر فاكثر. فعالم اليوم يغلي بالانتفاضات الثورية في كل مكان وخصوصا في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا حيث الجماهير تثور ضد حكم وسلطة رأس المال وقواه الدكتاتورية الحاكمة منذ عقود والتي فرضت القهر والاستبداد والاهانة والتمييز وانعدام المساواة على الملايين وتحت ايديولوجيات التمييز القومية العربية والاسلام السياسي. حولت تلك القوى حياة الجماهير الى جحيم لا يطاق على مدى سنين طويلة وقد آن الاوان اليوم لانهاء تلك الاوضاع. تؤشر الحركة الثورية المندلعة اليوم الى نهاية حقبة اليمين الرأسمالي العالمي وهمينته وبزوغ اخرى تمتلئ بالامكانيات لبناء عالم لا يقوم على استغلال عمل وكدح مليارات من العمال لاثراء وتسلط حفنة قليلة؛ مليارات من العمال الذين ينتجون كل الثروة في المجتمع، ولكنهم محرومين منها ويعانون شتى صنوف الاظطهاد والحرمان والمرض والجوع وشظف العيش.

في العراق فان تلك الاوضاع تتجسد وتتوضح معالمها يوما بعد يوم. الطبقة العاملة والجماهير المحرومة الغفيرة الواسعة تعد العدة للهجوم على سلطة الميليشيات والعصابات الاسلامية والقومية والاثنية التي نصبت في غفلة من الزمن نتيجة تحويل حياة جماهير العراق الى كارثة من خلال الحرب الامريكية الغربية المدمرة وقبلها حملات الحصار الاقتصادي التجويعي وتسليط نظام قومي بعثي على الملايين من العمال. الميليشيات الاسلامية والقومية الحاكمة اليوم تمثل تجسيدا ماديا لسياسات اليمين الامريكي ونظامه العالمي الجديد. ان انتفاضة الجماهير العمالية والمحرومة في العراق ضد السلطة التي نصبتها امريكا تمتلك بعدا عميق الدلالة حيث الجماهير لا تنتفض ضد سياسة الطبقة الرأسمالية فحسب، بل انها تنتفض ضد نموذج الرأسمالية العالمية التي طبلت له خلال العشرين سنة الماضية وانهته بحرب شرسة ووحشية راح ضحيتها مئات الالاف من البشر في العراق. لقد نادوا بتحقيق الديمقراطية في العراق ولكن نصيبهم اليوم هو الانتفاضة والاحتجاج والمظاهرات. لقد افشلت الجماهير بوحدتها مشاريع تلك القوى الرجعية في تقسيمهم وتفتيتهم بالدين والطائفية والمذهبية والقومية والاثنية ووجهت الجماهير اكبر صفعة لتلك السياسات. اما الانتفاضات الثورية في عموم المنطقة فقد اظهرت ان وحدة صفوف الجماهير العمالية والمحرومة ممكنة وانها قادرة فعلا لا قولا على تغيير حياة الملايين وفتح افاق رحبة لاحداث التغييرات العميقة في المجتمع وبناء عالم افضل واكثر انسانية.

ايها الجماهير العمالية في العراق ومنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وفي كل مكان

ان هذه المرحلة مرحلتنا؛ مرحلة حركة الجماهير الغفيرة ضد حكم الرأسمال وانماط السياسات الفاشية والدينية التمييزية. انها مرحلة التغيير والحداثة والتمدن والمساواة والرفاه ومن اجل قلب موازيين هذا العالم. ان هذه الامكانية لن تصبح حقيقة واقعة دون وحدتنا في كل مكان؛ في العراق وسوريا ومصر وتونس والمغرب واليمن والسعودية وايران وفرنسا وامريكا وكندا واليابان واستراليا وكل مكان من اجل تحويل الحركة الثورية الى حركة متدفقة. ندعوا جماهير الطبقة العاملة في العراق الى الالتفاف حول راية الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي الاشتراكية والانظمام لصفوفه وتقويته من اجل تجسيد بديل وقدرة هذه الطبقة العملاقة على طرح بديلها السياسي الانساني وتحقيق النصر على قوى النظام الرأسمالي المعادية للانسانية.

يا عمال العالم اتحدوا !

الى الامام حتى النصر على قوى الرأسمال المتوحشة!

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

الاول من ايار 2011