توهيمات اليســار

عصام شكـــري

١) الدعوة للإصلاحات الاقتصادية (بما فيها الدعوات للحفاظ على رأسمالية الدولة) في العراق ونكران كامل لوضع (اللا-دولة) كما تشخصها بدقة قوى ثورة تشرين؛

٢) الترويج لفشل الثورة بحجة “الواقعية”؛

٣) الغزل مع قوى العملية السياسية القومية-الاسلامية في العراق بحجة نصرة قوى الشيوعية والمدنية والدفاع عن اليسار ضد بربرية القوى الاسلامية؛

٤) اشتراط ان تكون هناك قوة او حزب شيوعي “ملبلب” يقف في صدر الثورة لكي يتم الاعتراف بان ما يجري ثورة (وحينها فقط يمكن التكرم بالاعتراف بموضوعية الثورة من خلال رؤية محفلية - ايديولوجية مثالية)؛

٥) اسقاط كلي للمحتوى الثوري العلماني المعادي للاسلام السياسي للثورة والتركيز على مطالب اقتصادية او فئوية ضيقة.

ما ورد اعلاه جوانب وركائز اساسية لرؤية سياسية توهيمية يتم تسويقها للجماهير بشكل متناغم من قبل بعض قوى اليسار في العراق. وبهذه السياسة ذات المحتوى الواحد فهم يقولون للجماهير اخلوا الشوارع والساحات وارجعوا للبيوت وابقوا فيها. مع الاسف كل هؤلاء القتلى. مع الاسف. لا طائل من هذا "التحرك". لا طائل من النضال لاجل الحرية والمساواة والمجتمع المدني والعلمانية. اولا علينا ان نكون نحن في مقدمتكم لكي تنجحوا. ولاننا ضعاف فلن نكون هناك في المقدمة للاسف. Sorry. وحيث اننا لا نتمكن من ان نكون هناك في المقدمة فان ما تقومون به هو حراك وغضب مشروع ولكنه ابدا ليس ثورة. نحن لسنا هناك فهي ليست ثورة. في احسن الاحوال تحرك جماهيري او انتفاضة او اعتراض. تحرككم لاطائل منه.

ان هذه السياسة المحبوكة لاخطر بنظري من سواطير التيار الصدري. واشد فتكا من كواتم وقناصة ما يسمى بالميليشيات الولاءية و مجرمي الطرف الثالث. وهنا انا لا اصف او انكل بانسانية كوادر اليسار او صدق نواياهم. بل اهاجم سياساتهم اليمينية. اخطر لانها كالسم الذي يدس في عسل حب الجماهير وحب انتفاضتها وتقديس غضبها والنضال من اجل رفاهها.

الثورة حدث موضوعي لا يشترط مباركة محفلية لكي تكتسب اي شرعية. ولكن المحافل بامكانها ان تكسر من عزيمتها وتضع العصي في دواليبها. ممكن. ولكن ابدا لن توقفها. انها السيل الجارف. انها اللافا Lava البركانية التي ستطمر تحتها هذا النظام بكل اركانه وتشرع ببناء نظام اخر جديد تماما مبني على اسس مختلفة كليا؛ اسس الحرية والمساواة والرفاه والعلمانية .