في يوم المراة العالمي لهذا العام - لتخط ثورة تشرين العظيمة مطلب المساواة
الكاملة للمرأة بالرجل على راياتها!
يمر يوم المرأة العالمي هذا العام واوضاع النساء في كل انحاء العالم تزداد قساوة
وكارثية. وقد انعكس انتشار وباء كوفيد 19 بشكل سلبي كبيرعلى اوضاع مليارات النساء
اللواتي يعانين من الهيمنة الذكورية على حياتهن ومن تصاعد العنف داخل المنزل ومحلات
العمل وانتهاك حقوقهن وتعرضهن للضرب والاهانة والاغتصاب والتحرش والقتل والاختطاف.
وفي الدول التي يجثم على صدروها الاسلام السياسي كحركة بربرية فان النساء يعانين
اكثر بكثير من انهيار مكتسباتهن التي ناضلن من اجلها عقود طويلة جنبا الى جنب حركة
الشيوعية العمالية ونضال العامل الاشتراكي. حولت الرأسمالية حياة النساء في عشرات
الدول التي تخضع للاسلام السياسي الى جحيم حقيقي. تتعرض الطفلات والفتيات والشابات
والنساء الى القتل بدواعي الشرف الذكوري الحقير والحرمان من التعليم والضرب
والاغتصاب فيما يسمى زواج القاصرات في افغانستان والباكستان وايران والعراق ومصر
وتونس والمغرب والسودان ويتم ارجاع اكثر القوانين بربرية وتسليطها على رؤسهن بفرض
الحجاب الاجباري واكراه طفلات صغيرات بعمر 6 سنوات على الحجاب تحت طائلة الضرب
والتعذيب وانتهاك طفولتهن بتزويجهن قاصرات.
ويتجاوز امر هدر حقوق المرأة في الدول التي تهيمن عليها القوى البربرية للاسلام
السياسي الى نطاق اوسع. تعاني النساء بشكل كبير من الاغتصاب الجنسي كما يحدث في
الهند واندونيسيا ودول المغرب والصحراء الكبرى والسعودية والخليج ومناطق اخرى حيث
تذكر تقارير منظمة رعاية الطفولة (اليونيسيف) ان ثلثي عدد النساء في الدول الاقل
رأسمالية بين عمر 20 و 24 تعرضن الى الزواج القسري.
وعلى صعيد عالمي فان احد اكبر اسباب تراجع وضع المرأة هو سيادة القوانين الاجتماعية
المسماة قوانين التعددية والنسبية الثقافية. حيث اخضعت النساء في كل انحاء العالم
لسلطة رجال الدين والعشيرة والقبائل ووكلت لهؤلاء الذكوريين والرجعيين مهمة لصق
ثقافة بربرية بائدة على جباه النساء ومحو عقود طويلة من النضال النسوي والاشتراكية
لسحق الحقوق العالمية للنساء وابدالها بحقوق قرو- وسطية تمييزية كارهة للمرأة.
وفي العراق، البلد الذي تحكمه عصابات دينية وطائفية وقومية ومذهبية وعشائرية فان
اوضاع المرأة تزداد قتامة وانتهاكا علاوة على كل ما سبق. فجرائم القتل والعنف
المتصاعد ضد المرأة في المنزل قبل وبعد وباء كورونا، وخنقها بالقوانين الاسلامية
والاعراف العشائرية بعد اقتلاع الدولة في العراق، وتهديد حياتها بالقتل، اضافوا لها
حملة لقتل واغتيال واغتصاب وتعذيب الشابات والنساء المشاركات والفعالات في ثورة
تشرين من اجل الحرية والمساواة والمدنية والدولة العلمانية حيث قامت السلطة
الميليشياتية بحملة بربرية لقتلهن واختطافهن او تهديد حياتهن. الحكومة العراقية
شريك كامل في هذه الجرائم الشنيعة وسيقدم قادتها للمحاكمة.
في يوم الثامن من اذار هذا العام يتجدد نضال المرأة من اجل الحرية والمساواة
الكاملة. لا يمكن ربط وضع النساء في العراق اليوم باي شكل من الاشكال بقدرة السلطة
على القيام بشئ ازاء النساء ولا بخلق الاوهام الحقيرة والاعتذارية للاسلاميين بهذا
الصدد؛ سواء بتأمل اصدار برلمان الميليشيات الطائفية والدينية والعشائرية والقومية
لقوانين تنصف المرأة، بدواعي الديمقراطية، كما حصل مع ما يسمى قانون العنف الاسري،
او من خلال محاولة تسويف وتأجيل قضية حرية المرأة ومساواتها وكرامتها باحالتها
للمجهول، من خلال ربط قضية المرأة باسقاط السلطة. ان نضال المرأة يبدأ اليوم
ومساواتها تأتي اليوم وليس غدا. فقط من خلال هذه الرؤية، تصبح قضية المرأة
ومساواتها الكاملة بالرجل احد اهم المطالب الملحة والعاجلة، وكما بين حزبنا في
لائحة مطالبه لثورة تشرين البطلة في العراق؛ من بغداد والحلة وديالى وكربلاء والنجف
والديوانية والعمارة والناصرية والبصرة وكركوك وتكريت، الى السليمانية واربيل ودهوك.
حزبنا وهو يشد على ايادي كل المساواتيين والتحرريين والعلمانيين والنسويات في
العراق والمنطقة والعالم ويهنى بيوم الثامن من اذار كيوم نضالي من اجل انهاء
العبودية الجنسية للمراة وانهاء التمييز ضدها، فانه في نفس الوقت يضع نفسه في طليعة
المناضلين من اجل المساواة الكاملة للمرأة بالرجل دون اي شروط او قيود ويناضل من
اجل دفع الحركة النسوية الى الامام برفقة كل الشرفاء في العراق. ان النضال من اجل
المساواة الكاملة للمراة بالرجل وحريتها في كل شئ هو نضال ملح وانساني عاجل اليوم
اكثر من اي وقت مضى، ولا تنفصم عرى هذا النضال عن كل جبهات النضالي الانساني الكبرى
ضد النظام الراسمالي وحماته لانهاء الايديولوجيات العفنة والبربرية التي يستند لها
والقوانين البربرية التي يتسلط من خلالها.
يوم المرأة العالمي هو يوم صرخة بوجه النظام الرأسمالي الابوي - الرجولي، انه يوم
اعلان ان النساء مساويات كليا بالرجال في كل النواحي، ليس غدا، ليس في حالة حدوث
هذا او ذاك، بل اليوم وفي هذه اللحظة. ان ادراك ان مطلب المساواة الكاملة للمرأة
بالرجل هو مطلب الحد الادنى، اساسي من اجل انتصار قضية المراة في العراق وعموم
المنطقة بل وقضية الانسانية. وان هذا النضال من اجل المساواة الكاملة للمرأة هو في
نفسه النضال من اجل الاشتراكية واحد اوسع جبهات هذا النضال. لا يمكن ان يكون مجتمع
حر ونصف افراده مكبلين بالاغلال. لا يمكن ان يكون هناك حرية وامرأة تضرب او تعنف او
تقتل او يتم التحرش بها لضعفها وعدم قدرتها على الرد. يعاهد حزبنا جماهير العراق
على ادامة النضال من اجل جعل قضية المرأة على رأس اولويات ثورة تشرين العظيمة.
عاش 8 اذار يوم النضال من اجل حرية ومساواة المرأة الكامل غير المشروط
النصر لنضال ثوار وثائرات تشرين من اجل الحرية والمساواة والقضاء على قوى الاسلام
السياسي الحاكمة في العراق
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
5
أذار 2021