بيان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي حول
اسدال الستار على مسرحية الانتخابات في العراق
بعد شهور طويلة من التطبيل الاعلامي والتزمير وسيول الكذب والتحليلات السقيمة حول ان الانتخابات ستكون طود الانقاذ لجماهير العراق من الغرق في لجة الاوضاع الراهنة، انتهت قبل ايام مسرحية الانتخابات مصحوبة بهستريا اتهامية من كل الاطراف الدينية والطائفية والقومية والعشائرية والمناطقية لبعضها البعض بوجود تلاعبات وتزييف وشراء ذمم وفتح صناديق. حتى بعثة المراقبة الاوربية التي ارسلت لمراقبة الانتخابات والترويج "لنزاهتها" لم تستطع ان تقوم باكثر من ادانة التلاعبات بالصناديق والتسجيل الالكتروني في مؤتمر صحفي عقدته في بغداد.
وصف حزبنا الانتخابات بانها مهزلة سقيمة تهدف الى اجهاض غضب الجماهير العارم الذي عبرت عنه ثورة تشرين في كل ميادين وساحات العراق بكل وضوح. وبين ان الانتخابات محاولة لشرعنة قبضة الاسلام السياسي وحلفاءه من المجاميع القومية والعشائرية على المجتمع لبصبح بامكانهم التبجح بانهم قادة شرعيون للعراق والادعاء بانهم جاءوا بارادة الجماهير.
ان موقف حزبنا من الانتخابات لم يكن سببه غياب معايير النزاهة والشفافية لهذه الانتخابات المبكرة. كما انه لم يكن بسبب غياب شروط انتخابات حرة ونزيهة كما روجت بعض القوى المقاطعة، كما لم يعول قط على ما يسمى بشفافية الانتخابات او تزييف النتائج من خلال تعبئة الصناديق باسماء ازلام الميليشيات الاسلامية والطائفية والعشائرية والذي تم شراء ذممهم. لم يتحدث حزبنا عن اي من هذا.
ان السبب الاساس لدعوة حزبنا لمقاطعة الانتخابات وتحذير الناس من الاشتراك بها والذي يتوضح اليوم كما توضح منذ 18 سنة منذ اسقاط سلطة الفاشية القومية في العراق هو ان النظام الذي شكلته امريكا وبموافقة وترحيب الجمهورية الاسلامية الايرانية هو نظام رجعي بالاساس. لقد اسسوا نظاما يقوم على اسس تقسيم العراق الى دوائر دينية وطائفية وقومية ومذهبية وعشائرية. هذا النظام هو اساس تدمير المجتمع في العراق وسلب المواطنين حقوقهم المدنية وتدمير وضع المرأة وتفشي اجواء مجتمع ميليشياتي ذكوري قائم على البلطجة والهراء الديني وعلى رأس كل كيان من هذه الكيانات تم تنصيب احد الطائفيين او القوميين او العشائريين ومعه حفنة من البلطجية يمثلوه. هذا النظام الكياني الذي تجري الانتخابات بظله منذ 2003 والذي افضى الى ما يسمى العملية السياسية هو السبب الذي دعى حزبنا الى مقاطعة الانتخابات ودعى الى الثورة عليه منذ اليوم الاول، ودعى لاسقاطه بدلا من التطبيل والتزمير له لاعادة تجديده بالانتخابات وانتاج برلمان اللصوص وضخ الدماء فيه ودعوة الجماهير للمشاركة في انتخاباته ومنحه شرعية.
ان النتائج التي ظهرت اثر ما يسمى بفرز الاصوات ليس لها اي قيمة سياسية. فابراز التيار الاسلامي الصدري ومحاولة تشبثه بالحكومة والسلطة وفرض نفوذه عليها بديماغوجيته وبالتهديد وبالهراوات او السكاكين وطبعا دائما بهراء وخرافات الدين لم تجد في السابق، ولن اليوم بالتحديد نفعا. فهذا التيار بعد ان اصبح مكروها ومدانا، ومحلا للسخرية في الشارع اثر مواقفه الاجرامية من ثوار تشرين ومساهمته في اعمال القتل والبلطجة، اصبح اليوم رسميا حزب السلطة؛ اي حزب السلطة الميليشياتية وتموضع داخلها وهذا يجعل مهمة الجماهير في ملاحقته واسقاطه اسهل بكثير من ان يجدونه داخلهم يدعي بالكذب والرياء انهم يقف الى صفهم.
حزبنا يؤكد انه وقد اسدل الستار على هذه المسرحية المرتبة من قبل السلطة الميليشياتية والتي لا تمثل جماهير العراق وقواها الانسانية من عمالية ونسوية وعلمانية وتحررية، بان ثورة تشرين تجد اليوم امامها فرصة ذهبية جديدة للنهوض ورص الصفوف الثورية من اجل تحقيق ما قامت من اجله هذه الثورة منذ عام 2011 وللحظة؛ القضاء الكامل على النظام الفاسد الكياني الموزاييكي الطائفي والاسلامي والقومي والعشائري وبناء نظام جديد قائم على المواطنة المتساوية وعلى المدنية والحداثة والحرية والمساواة الكاملة بين المرأة بالرجل. هذه المهمات مازالت مخطوطة على رايات ثورة تشرين. ان الجماهير لن تنسى شهداء وشهيدات التحرير الذي سقطوا تحت رصاص وخناجر هذه القوى الاسلامية والقومية الميليشياتية بل ستزداد اصرارا على متابعة طريق الحرية والمساواة والكرامة الانسانية.
ان ما يجعل موقف حزبنا هذا واقع وليس مجرد "توقع" هو ان تموضع التيار الصدري داخل الحكومة وهيمنته عليها سيفرز وضعا اكثر وضوحا بكثير فيمن يقف مع الثورة ومن يقف لكسرها وقمعها واغتيال قادتها واتهامهم بالعمالة او غمد الخناجر في صدور الاحرار والعلمانيين والمتمدنين والانسانيين. مواجهة اخرى تلوح في الافق سترجع فيها ساحة التحرير اكثر غضبا وهديرا من اي وقت آخر. والويل من غضب الجماهير!
حزبنا يقف دائما مع ال 99% من جماهير العراق ضد اعداءها، يقف في قلب الجماهير الثورية ويمثل تطلعات احرارها وحراتها من القوى الشبابية المتمدنة والعلمانية والمساواتية والعمالية والنسوية وسيكون في خندقهم ويعلي راياتهم من اجل مجتمع انساني ينتهي فيه تعريف البشر كتابعين لامعاتٍ طائفية ودينية وقومية وعشائرية متخلفة ويؤسس لمجتمع جديد مشرق قائم على اساس المواطنية وعلى الحرية والمساواة الكاملة وكرامة الانسان.
النصر لجماهير العراق - النصر لثورة تشرين !
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
13 تشرين الاول 2021