كلكم حرامية !

حول مأساة غرق عبارة الموصل ومقتل الابرياء

في اول يوم الربيع واعياد نوروز غرقت عبارة على نهر دجلة في مدينة الموصل كانت تقل مواطنين الى احد الجزر السياحية مما ادى الى قتل ما لايقل عن 120 شخصا معظمهم من النساء والاطفال. ويعزى سبب غرق العبارة الى زيادة تحميل المسافرين عليها فوق طاقتها مما ادى الى انهيارها وتسبب هذه الكارثة. ان هذه المأساة لجماهير العراق وخاصة لجماهير الموصل التي تحتفل بحلول أول ربيع بعد انهيار تنظيم داعش الاجرامي وما سببته هذه القوة البربرية لهم من مآسي ورعب ليتحول فجأة فرحهم وتطلعهم الى الحرية وقضاء وقت ممتع ومع اطفالهم الى فاجعة مدمرة.

وسرعان ما تحولت هذه الكارثة الى غضب عارم وتظاهرات واعلان اعتراضات في شتى انحاء العراق وخاصة في مدينة الموصل. حيث هاجمت الجماهير المعترضة رئيس الجمهورية برهم صالح بشعار" كلكم حرامية" مما ادى الى هربه ولم ينقذه من غضب الجماهير سوى رجال حمايته. وفي اول اجتماع ل"البرلمان العراقي" ولامتصاص غضب الجماهير، تم اقالة محافظ الموصل نوفل عاكوب ونائبيه من مناصبهم وشكلت هيئة تحقيقية عليا لتقصي اسباب غرق العبارة والمسؤولين عن ذلك. الا ان الجماهير لم تتوانى عن اتهام الميليشيات الدينية الطائفية التي تنشب مخالبها في جسد المجتمع، وتحديدا ميليشيا عصائب أهل الحق في هذه المأساة. هذه العصابة التابعة للجمهورية الاسلامية مسيطرة على هذا المرفق السياحي وتستثمره رأسماليا لصالحها. وتتجه اصابع الاتهام تحديدا الى احد قياديي هذه الميليشيا المسيطر على ادارة الجزيرة السياحية واتهمامه بالاستهتار بحياة الجماهير وادخالهم باعداد كبيرة جدا تفوق قدرة العبارة بهدف تحقيق اكثر ما يمكن من الربح في النقلة الواحدة.

يتضامن حزبنا الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي بحرارة مع جماهير الموصل ويعزي عوائل ضحايا العبارة والجماهير التي اصابتها الكارثة ويشاركهم حزنهم والمهم.

وفي نفس الوقت يساند حزبنا اعتراضات الجماهير لتصب جام غضبها على رؤوس ورموز السلطة الفاسدة من رئاسة الجمهورية الى اصغر مسؤول ومعهم وداخلهم الميليشيات الدينية والطائفية والقومية المجرمة ونؤيد شعارهم واتهامهم " كلكم حرامية – كلكم حرامية"!

نعم. كلهم حرامية. كلهم فاسدين. كلهم قتلة ومتجارين بارواح الناس ولديهم ضلع كبير في تدمير المجتمع ودفعه من كارثة الى كارثة اقسى. كلهم.

نرى انه يجب عدم التراجع عن هذا النضال بعد فصل المحافظ الفاسد وشركائه، الان في لحظة كتابة هذا البيان وامام انظار المجتمع هناك بورصة لبيع منصب محافظ الموصل، واعادة المسرحية بشكل اكثر بشاعة. حزبنا يعلن ان الحكومة الاسلامية – الطائفية – القومية - العشائرية مسؤولة عن هذه الكارثة بنفس قدر مسؤوليتها عن امان المجتمع وحمايته من اي حادثة تحدث في اي جزء من العراق. الكل يعرف ان هذه السلطة ليست سوى حفنة من عصابات وميليشيات وبلطجية. كل مجموعة من هذه الحكومة مرتبطة بطرف دولي او اقليمي تعمل لاجنداته، وكل همهم وعملهم هو تعميق النهب والسلب والبلطجة والربح على حساب الجماهير الغفيرة في العراق دون اي اعتبار ولو بالحدود الدنيا بآمان او رفاه او كرامة البشر.

لا خلاص للمجتمع في العراق من هذه الكوارث والمآسي والتدمير سوى ازاحة هذه الحفنة من الميليشيات باسقاط سلطتهم وبناء سلطة مجالسية جماهيرية تضمن التدخل المباشر للجماهير نفسها في رسم مصيرها وآمانها وتحقيق تطلعاتها ورفاهها وامانيها. لتتحول كارثة الجماهير البريئة التي غرقت في مياه دجلة الى مسمار آخر في نعش هذه السلطة الميليشياتية اللصوصية - الاجرامية.

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

24\3\2019