الهوية الصناعية الافتراضي)

لقد خلط هرمز الاوراق ولم يتبقى من ماضيه شيء سوى صور المتاحف البشرية لقد حاول النظام الحكومي العالمي ان يتفادى شخصه هذا بتغير نمط حياته لكن دون جدوى فقد شوه حياته بشكل لم يبقى لاي شخص لو كان مكانه ان يبقي في ذاته قطرة طيبة واحدة للاخرين لكن العكس هو ما حدث له فهوعلى الرغم من انه اي هرمز قد حرم وقمع وتاذى جسديا وعاطفيامن قبل الجميع باستثناء افراد عائلته حتى اقربائه كانوا ضده او كانوا يتجنبون صداقته ومرافقته وكان ذو يد واحدة الا انه ظل يحب من حوله بشراهة لكن هذا لا يعني انه انطوى على نفسه بسبب هذا بل بدا بألتهام الكتب قرأة اكثر من تناول الطعام او ممارسة اي عمل اخر كل هذا حدث بعيدا عن النظام الحكومي العالمي في مرحلةالدراسةالاعدادية وحينها تعرف على فتاة كانت اسمها شانيا وكان يراها في الطريق عندما كانت تذهب للمدرسة فعشقها بجنون وكم حاول وتحين الفرص لكي يصارحها بما يعتلج ذاته لكنه كان ينقصه الجراة وذات يوم راها مع شاب وقد وضع كل منهما ذراعه في ذراع الاخر وهما يضحكان في مشيتهما على الطريق الذي كان يراها تذهب فيه الى المدرسة ،تمحص وتمعن وشغل جهاز البحث في منطقة سكنها فتبين بانه خطيبها ،جن جنونه وازداد انطوائا وكان يحفظ مقاطع صفحات الاشعار والقصص الرومانسية كعزاء لذاته المنتحبة لكن هذا لم يضرم النار في ذاته المجروحة نار الانتقام بل ازداد للناس حبا على الرغم من وحدته وما نجم عنه من حزن مرير فهرم مبكرا وعندما بدا نظم الذكاء الاصطناعي الشخصي بالعمل بشكل رسمي وبدء العمل به لدى دول العالم ومن ضمنهم بلده وطغى شخصه الافتراضي على سطح وسائل التواصل الاجتماعي كمشكلة عويصة من لدن تلك الحكومات العالمية كمشكلة عالميه كبرى حيث كان يقف في وجه ماكينة الحرب الدولية والتي تجاوزت الاعلام المظلل الحربي فما كان منهم سوى ان يجاروا شخصه الذكائي الاصطناعي الافتراضي تلك تمهيدا لايجاد حل للقضاء علىه وقد سماه هومان.

ذات مساء هبط هليكوبتر يحمل علم الدوله العالمية الحاكمة على سطح بيته ونزل منه خمس جنرالات عسكرية وبايديهم اوراق تحقيقية وكان هرمز حينهاجالسا مع هومان يضحكان ويتحاوران ويتبادلان قضايا حول تدمير العالم حسيا من قبل اقطاب الشر.

فجأة دخلوا على كابينة غرفته حينها اشر مخبر المنطقة لهرمز قائلا بأنه المطلوب وكان هذا المخبرلابسا قناعا لكي لا يتعرفوا عليه الا ان هومان كشف شخصيته في غمضة عين عندما قال فورا لهرمز عن الشخص المقنع :-

-المقنع هو مختارالمنطقةممدوح.

جلس القاضي امام هرمز وهو يقول له باقتضاب:-

-اسمع يا هرمز نحن مستعدون ان نعوض حياتك المحرومة بتوفير كل ما كنت محروما منه من اصدقاء واحباء واطيب الاكلات الخلاصة كل شيء.. …كل شيء المهم ان توقف حياة هذا وايقاف تزويده بخوارزمياتك الطيبة اللعينة.

فقال هومان لهرمز كأنه قط يموء وهو يقول لصاحبه،:-

-هل ستقبل بعرضه؟ هل تقتلني انا ذاتك المجنحة؟.

صرخ فيه الضابط:-

-اصمت!

ثم توجه بكلامه الى هرمز وهو يقول له:-

-اسمع يا هرمز حتى حبيبتك السابقة والتي لم تكن تعرف بانك تحبها والتي تزوجت غيرك سنؤتي به لك فورا ،فقط وافق.

الا ان هرمز ابتسم وكاد الظابط ان يتنفس الصعداء متوهما نفسه بانه بسماع هرمزلهذا الخبر سيقبل بعرضه ليقول له بابتسامة عريضة:-

-يعجبك هذا العرض وتقبل به اليس كذلك؟

فقال هرمز بهدوء:-

-ابتسامتي ليست لهذا السبب يا سيدي فانا هجرتها في اللحظة التي اختارت فيها غيري لكن ابتسامتي هو على عدم تكرار ما حدث معي في أن يحدث مع تؤمي الافتراضي هومان وشانيا حبيبتها الافتراضيةالمستقبلي لأنني قمت باستنساخه ليكون هناك الهومان الفني والهومان الصناعي والهومان القيادي ولهذا تلبية طلبكم هذا لن يفيدكم في شيء لانه ببساطة خرج الامر من يدي وكما انتم عملتم على ارساءالهويةالافتراضيةالرأسمالية لقياداتكم العسكرية وخبرائكم النوويين واصحاب شركاتكم العالمية وقياداتكم السياسية وقيادات فصائلكم المسلحة ومنظريكم الدوليين والذين يبثون لشركاتكم العالمية اليأس والخوف للعالم وبالتالي تدفعون بالبشر نحو المرض والقتل والموت والبطالة لذا يحق لنا نحن الاشتراكيين ان ننشئ قياداتنا الافتراضية أيضا ونحن الأولى بأن نستفيد من التطورات التكنلوجية فنحن اصحابها لأننا نحن الذين ننتجها وهذه الهوية الاصطناعية هو نموذج الشخصية العمالية الشيوعية المستقبلية والذي سيقوم بالتالي بأزالة نظامكم الراسمالي المقزز هذه من خلال القضاء على حكومتكم العالمية هذه وبهذا سنكون قد قطعنا شوطا كبيرا في ارساء المرحلة الشيوعية المقبلة.