إننا ندين بشدة المذبحة التي تعرض لها سكان غزة

ما يحدث في غزة ليس حربا. إنها مذبحة. إنه التطهير العرقي. إنها جريمة بشعة ضد الإنسانية. منذ أربعة أشهر، ظل جيش مسلح يهاجم السكان العزل والمدنيين المحتجزين والمسجونين في منطقة صغيرة بالقنابل والصواريخ والمدافع والدبابات، مما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص كل يوم.

من الواضح أن الجيش الإسرائيلي يهاجم بهدف الدمار الشامل. يهاجم الناس والمنازل والمستشفيات والمناطق السكنية بقصد القتل. بل إن هناك العديد من التقارير الصادمة عن إطلاق النار على أطفال صغار بشكل مباشر. وبحسب ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، فإن هذه الجرائم تجري أمام أعين شعوب العالم. حتى أن بعض أفراد الجيش الإسرائيلي يعرضون بوقاحة مقاطع لجرائمهم الشنيعة ضد الفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي. نُشرت تقارير تفيد بأن أحدث الأسلحة التي صنعتها الولايات المتحدة والغرب قد استخدمت لأول مرة ضد سكان غزة لاختبار مدى فتكها. وفي إسرائيل نفسها، نشرت القوات الإسرائيلية اليمينية على نطاق واسع ملصقات تشير إلى الفلسطينيين، "اقتلوهم جميعا!" وحكومة نتنياهو تفعل الشيء نفسه بالضبط.

وقد اقترب عدد ضحايا هذه الجرائم حتى الآن من 30 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى وملايين النازحين. كما أن اللاجئين ليس لديهم مكان للهروب إلا في نفس المنطقة الصغيرة من غزة. وفر أكثر من مليون وخمسمائة ألف شخص إلى مدينة رفح الجنوبية. لكن الحكومة الإسرائيلية تخطط الآن لشن هجوم بري واسع النطاق على هذه المدينة. والنتيجة يمكن أن تكون كوارث أوسع نطاقا وأكثر إثارة للصدمة.

إن الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة يدفعون ثمن جرائم حركة حماس الإسلامية التي تحكمهم، من دماءهم وأرواحهم. ووفقا للإحصاءات، قُتل 1200 رجل وامرأة وطفل إسرائيلي بوحشية في هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس على إسرائيل، وتم احتجاز ما يقرب من 300 شخص، بما في ذلك عدد من الأطفال والمسنين كرهائن.

إن حكومة إسرائيل اليمينية ترد على جريمة حماس بجرائم أكثر اتساعا وبشاعة ضد الأشخاص المحرومين الذين لا علاقة لهم بهذه الجريمة. سكان غزة هم أكثر الناس حرمانا في العالم. ليس لديهم أي أرض أو حقوق. والآن تريد الحكومة الإسرائيلية طردهم من نفس المنطقة الصغيرة والأرض المحاصرة والخاضعة للسيطرة وبالقتل والتطهير والقتل، فإما أن تضع هؤلاء الناس تحت سيطرة القوات الإسرائيلية المعادية أو تجبرهم على الفرار إلى مناطق أخرى.

ورغم المظاهرات الحاشدة دفاعاً عن الفلسطينيين، فإن معظم الحكومات لا تتحرك لمواجهة جرائم الحكومة الإسرائيلية. بل على العكس من ذلك، وعلى الرغم من بعض الاعتراضات على التكتيكات العسكرية الإسرائيلية، فإن الحكومات الغربية والولايات المتحدة تدعمها بشكل أساسي وتعارض وقف الأعمال العدائية.

إن الوضع التمييزي والحرمان ​​المطلق من الحقوق المفروض على الشعب الفلسطيني يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية وجرحا مقيحا في المجتمع الإنساني، والتيارات المعادية للإنسان والفاشية تعيش في فراغ هذا الجرح القديم والتاريخي وتزيده سوءا، كل يوم. تدين الفاشية الإسلامية والفاشية اليهودية بوجودهما وبقائهما إلى الانقسام والصراع المتزايد بين شعبي إسرائيل وفلسطين، وهما يغذيان بعضهما البعض ويحتاجان إلى بعضهما البعض. هاتان القوتان تعيشان الدمار والموت والجريمة. وحتى في التقارير هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن حكومة نتنياهو كانت على علم بخطة حماس لإسرائيل، ورغم أن تحركات حماس للتحضير لهجوم 7 أكتوبر كانت أمام أعينهم، إلا أنها لم تفعل ذلك. حاول مواجهتها، يمكن أن يكون لديها ترخيص لسياسة التطهير والقتل الحالية.

يدين حزب الشيوعي العمالي بشدة جرائم الحكومة والجيش الإسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني. إننا ندعو جميع شعوب العالم إلى المعارضة والتعبير عن الاشمئزاز من جرائم الحكومة الإسرائيلية وجرائم حماس والحركات الإسلامية. ومع المظاهرات والتجمعات، يجب أن تأتي بيانات الاحتجاج والدعوات و النزول للشوارع، بكل الطرق الممكنة، ضد هذه القوى وداعميها القتلة، مثل جمهورية إيران الإسلامية، واتخاذ إجراءات ضد جرائمهم. ويجب ممارسة ضغوط واسعة النطاق وحاسمة على الأمم المتحدة والحكومات المختلفة للتعامل مع جرائم الحكومة الإسرائيلية وجميع تيارات الإرهاب الإسلامي والإرهاب اليهودي. فيما يتعلق بالهجمات المستمرة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة والجرائم التي تحصد المزيد والمزيد من الناس في هذه المنطقة ضحايا كل يوم، ولإنهاء هذه الحرب على الفور، من الضروري العمل على نطاق واسع وفي كل مكان. ويجب الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني غير القابل للنقاش في التمتع بأرضه ودولته المستقلة. وفي رأينا أن قيام حكومتين فلسطينية وإسرائيلية هو الطريق الحقيقي لإنهاء المأساة الفلسطينية، ويجب أن نحاول تنفيذه في أسرع وقت ممكن.

الحزب الشيوعي العمالي الأيراني

18 شباط 2024

ملاحظة: البيان ترجمت من قبل الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي و يؤيد محتوى البيان.