مصطفى الكاظمي هو احد شخصيات النظام والعملية السياسية المتعفنة كلياً

 

ذكرت الاخبار ان مصطفى الكاظمي وكان يشغل رئيس المخابرات قد كلف بتشكيل الحكومة العراقية من قبل برهم صالح. وخلال الثلاثة اشهر الماضية مصطفى الكاظمي هو ثالث شخص يتم جلبه املا في ادارة الحكومة المشلولة بعد ان استقال عادل عبد المهدي تلاه محمد علاوي واخيرا عدنان الزرفي. ان هذا التكرر المتسارع في فشل محاولات الحكومة في جلب شخصية يتوافق عليها الجميع هو مظهر لتخبط سلطة الميليشيات الدينية والقومية والمذهبية وعجزها على التوافق. هذا العجز لم يكن بسبب الاشخاص او قربهم من الولائيين او قربهم من الامريكان. فشل الحكومة وتخبطها في انتخاب من يدير شؤونها سببه الثورة الجماهيرية العارمة التي اندلعت في شهر تشرين الاول من العام الماضي. الثورة تريد قلب النظام الديني الطائفي العرقي والعشائري برمته وليس تغيير وجوهه.

 

منذ احتلال العراق عام 2003 فرضت امريكا نموذجها لحكم العراق من خلال تقسيم نظام الحكم على اسس قومية ودينية وطائفية؛ منح القوميون الكرد منصب رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان للاسلاميين السنة بينما منصب رئيس الحكومة الى الاسلاميين الشيعة. هذا النظام اللا لترا رجعي والمحقر للمساواة بين المواطنين هو سبب الكوارث والويلات لانه لم ادى الى تقسم المجتمع الى كيانات او كانتونات دينية وطائفية وعرقية وساهم بشكل اساسي في انهيار مبدأ المواطنة واطاح بحقوق ومكانة المرأة وسلب المواطن انسانيته وكرامته من خلال لصق الهوية الدينية والطائفية والقومية على جبهته دون ارادته. ادى نموذج المحافظين الجدد لامريكا الاكثر رجعية وبالتفاهم مع الجمهورية الاسلامية الى حفر خنادق الدين والطائفية والعرقية والعشائرية وانهيار المواطنة والحقوق العالمية كحقوق العمال المكتسبة بنضالات طويلة وحقوق المرأة وسيادة الفكر الخرافي المتعفن وهراء الفكر القدري القرو-وسطي ونثر سم الفاشية الدينية والقومية. ان الفساد والحرمان والتجويع والافقار المتزايد والنهب الممنهج لثروة المجتمع كلها كانت نتائج مباشرة لهذا النظام.

 

وبنظر حزبنا فان احد اهم خصائص ثورة تشرين الاول – اكتوبر- في العراق هي رفضها القاطع والثوري لهذا النظام برمته وادراكها ان هذا النظام يتعارض مع مطالبها في الحرية والمساواة والرفاه. وقد مثلت صرخة (لا للجميع) هذا الميل الواعي والعلماني والمواطني والانساني الاشتراكي بوجه كل ما اوجده هذا النموذج من نفايات تحكم العراق حاليا مهما حاولت ان تغير من سيماءها الخارجية فان جوهرها متعفن. ان مصطفى الكاظمي او اي شخصية اخرى سيجلبوها هي مجرد واجهة للنظام المتعفن ولن يقدر ان يتقدم سنتمترا واحدا في رأب الصدع الذي اصابهم في قلب منطقتهم: المنطقة الخضراء.

 

بين حزبنا قبل فترة ان الارادة السياسية الان هي بيد "التحرير" من خلال شعاره "كل السلطة للتحرير". والتحرير هي رمز للمواطنة والمدنية والحقوق العالمية للبشر. بغض النظر عن طوائفهم واديانهم وانتماءاتهم العرقية او العشائرية. التحرير اليوم هي صاحبة القرار في كنس نظام المحاصصة الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية والعشائرية وجلب نظام المواطنة المتساوية؛ نظام الحقوق العالمية للبشر والمساواة الكاملة للمرأة بالرجل، وبناء اسس مجتمع اشتراكي مرفه وحديث وانساني.

 

ندعو الجماهير في العراق وثوار التحرير وثائراتها الى ادامة زخم نضالهم من اجل القضاء على النظام البرجوازي المحاصصاتي الفاسد ويؤكد انه اصل الداء وان الحل يكمن في ازاحة وكنس هذا النظام بكل شخوصه وشخصياته وانشاء حكومة علمانية لا دينية ولا قومية ترجع المواطنة المتساوية وتؤسس لمجتمع مدني حديث وتوفر اوسع اشكال الرفاه والمساواة وتوفر اوسع اشكال الرعاية الاجتماعية بلا ادنى تمييز ديني او قومي او عرقي او عشائري او مناطقي او جنسي. حزبنا يؤكد على ان تغيير النظام برمته هو مفتاح انهاء الاوضاع لصالح الجماهير وانشاء مجتمع مدني حديث ومواطني ومتساو في العراق.

 

انتهى الامر لحكومة الميليشيات والاديان والطوائف والقوميات والاعراق والعشائر في العراق وان الثورة بعد الازمة العالمية لفايروس كورونا ستنهي مهمتها في قلع هذا النظام واستبداله بنظام اشتركي علماني حر ومتساوي و لبناء مجتمع انساني.

 

يسقط نظام المحاصصة الديني الطائفي القومي العشائري الميليشياتي المعادي للجماهير

نعم لحكومة علمانية لا دينية ولا قومية في العراق

النصر لثورة جماهير العراق من اجل الحرية والمساواة والرفاه

عاشت الأشتراكية

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

11 نيسان 2020